فيديو يمكننا تخيل مدى روعة الأشجار
ربما من الصعب على الإنسان الواقعي، المعاصر، البعيد عن الطبيعة، أن يصدق أن ثمة حياة خصبة، فاتنة، مرحة وحيوية تدور بصمت في الحديقة والغابة، عبر الهواء والأرض وحفيف الأوراق الذي يمنحنا الإحساس بالهدوء والطمأنينة ينظر سكان المدن إلى الأشجار على أنها روبوتات بيولوجية مصممة لإنتاج الأوكسجين والخشب؛ لكن العلاقة بين الإنسان والشجرة تُشكل صلة حتمية محيرة، تجعل الأشجار ضمن أكثر رفاق الإنسانية ثباتاً وغموضاً يحن الإنسان حنيناً واضحاً وقوياً إلى وجود الأشجار والنباتات من حوله، وكلما كانت الشوارع والمدن والأحياء مشيدة في كيانات خرسانية تفتقر إلى النباتات المخضرة، تبدو الحياة فيها مقفرة وباهتة وكئيبة، لخلوها من الكائنات التي تصل بين الإنسان والطبيعة.
تتوالى في الفترة الأخيرة كتب وروايات وموسوعات تتناول عالم الأشجار وأسرارها وتركز على علاقة الإنسان بها وبالغابات والنباتات، ليس من الجانب ” الإيكيولوجي” فقط، بل طبيعياً وحياتياً وثقافياً ونجد في هذه الكتب نصوصاً متباينة، بالأبعاد الأسطورية والواقعية والعلمية لا يحاول هؤلاء الكُتاب “أنسنة الأشجار”، بقدر تركيزهم على إبراز رؤيتهم للوعي الفطري عند النباتات الحية، بحيث أن عبارة أن ثمة “روحاً” تسكن الأشجار، أصبح لها تمثيل حقيقي تُثبته الدراسات والأبحاث.
عرض هذا المنشور على Instagram
هل تمتلك الاشجار وعياً؟
في الحقيقة تحت الهدوء الظاهر للغابة، هناك نشاط مكثف، لا يمكننا تخيل مدى روعته فالأشجار تتواصل بعضها مع بعض مثل الكائنات الاجتماعية الحقيقية لديها شخصية وتطور شكلاً من أشكال الحياة الاجتماعية على أساس المساعدة المتبادلة هل تعلمون، على سبيل المثال، أنها تشعر بالعالم الخارجي، وتدافع عن نفسها ضد المهاجمين وتتبادل الرسائل في ما بينها، عبر الأرض أو في الهواء؟ والأكثر إثارة للدهشة أنها تعرف كيفية العد والتعلم والحفظ… ارفع أنفك نحو قمم الأشجار، وابحث عن مكان الضوء، وافحص تأرجح تيجان الأشجار المائلة في مهب الريح واتجاهها، وحركات الباليه الراقصة في السماء، نحن لا نعرف أغنيتها، أو المجال الكهربائي الذي تتحرك فيه؛ لكن نظراً لأن الأشجار تتواصل، فإنها تحذر بعضها البعض من مجموعة كاملة من الأشياء، لذلك تنبعث منها روائح وعطور خفية لصد العدو أو لجذب الصديق”.
ما هي الحياة السرية للاشجار؟
في إحدى الحكايات التي يسردها من العصور القديمة، عن الحوريات التي سكنت في أشجار البلوط، هرباً من اعتداءات إله غاضب، ثم تحولت إحداهن إلى شجرة لعل من الطبيعي لكاتب وضع عدة كتب في الروحانيات ورُسم راهباً بودياً عام 1975، ومدافع عن الطبيعة ومشغول بفكرة العلاقة التي تربط بين الإنسان والبيئة، أن يقدم هذه الحكايات التي تجمع بين الأسطورة والعلم عطفاً على أن الفلسفة البودية في جوهرها تقوم على فكرة العلاقة بين الإنسان والشجرة، فبودا نفسه لم يصل إلى الاستنارة إلا بعد جلوسه في ظل شجرة وتأمله العميق مدة أربعين يوماً.
التعليقات